کد مطلب:239427 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:158

و الشعراء أیضا قد قالوا الحقیقة
و هكذا .. یتضح لنا كیف أن العباسیین قد انقلبوا - بدافع من



[ صفحه 96]



خوفهم - علی العلویین یوسعونهم قتلا، و عسفا و تشریدا، و أذاقوهم مختلف أنواع العذاب، التی لم تكن لتخطر علی قلب بشر ؛ بهذف استئصالهم من الوجود ، و محو آثارهم، لیصفو لهم الجو، و لا یبقی من یستطیع أن ینازعهم سلطانهم، الذی یجب أن یكون لهم وحدهم .. أو بالأخری حی لا یفی من من شأنه ذلك .. حتی لقد نسی الناس فعال بنی أمیة معهم، عندما رأوا فعالی بنی العباس بهم .. و حی لقد رأینا أحد شعراء ذلك الوقت یقول :



تالله ما فعلت أمیة فیهم

معشار ما فعلت بنو العباس [1] .



و قال آخر - و هو أبو عطاء، أفلح بن یسار السندی، المتوفی سنة 180 ه . و هو من محضرمی الدولتین : الامویة و العباسیة : قال فی زمن السفاح .



یا لیت جور بنی مروان دام لنا

و الیت عدل بنی العباس فی النار [2] .

و قال منصور بن ازبرقان النمری، المتوفی فی خلافة الرشید :



آل النبی و من یحبهم

یتطامنون مخافة القتل



أمن النصاری و الیهود و هم

من أمة التوحدی فی أزل [3] .



و قد أنشد الرشید هذین البیتین بعد موت منصور هذا، فقال الرشید، بعد أن أرسل الیه من یقتله، فوجده قد مات : « لقد هممت أن انبش



[ صفحه 97]



عظامه فأحرقها [4] » .. بل فی رسالة الخوارزمی، الآتی شطر منها : أن قبره قد نبش بالفعل .

و یقول ابو حنفیة أو الطغرائی علی اختلاف النسبة فی جملة أبیات له :



و متی تولی آل أحمد مسلم

قتلوه أو وصموه بالاحاد



و یقول ابراهیم بن عبدالله بن الحسن، و یذكر العلویین، الذین قتلهم المنصور، و یقال، ان القاتل هو غالب الهمدانی .



أصبح آل الرسول أحمد فی النا

س كذی عرة به جرب



و یقول دعبل بن علی الخزاعی فی رئاء الرضا، و هو شعر معروف، و مشهور، و قد أنشده للمأمون نفسه :



و لیس حی من الأحیاء نعلمه

من ذی یمان، و لا بكر، و لا مضر



الا و هم شركاء فی دمائهم

كما تشارك أیسار علی جزر



قتلا، و أسرا، و تحریقا، و منهبة

فعل الغزاة بأهل الروم و الخزر



أری أمیة معذورین ان فعلوا

و لا أری لبنی العباس من عذر



أما أبوفراس الحمدانی فیقول :



[ صفحه 98]





ما نال منه بنو حرب و ان عظمت

تلك الجزائر الا دون نیلكم [5] .



و یقول علی بن العباس، الشاعر المعروف بابن الرومی، مولی المعتصم من قصیدة له :



بنی المصطفی كم یأكل الناس شلوكم

لبلواكم عما قلیل مفرج



أكل أوان للنبی محمد

قتیل زكی بالدماء مضرج



الی أن قال مخاطبا لنبی العباس :



أفی الحق أن یمسوا خماصا و أنتم

یكاد أخوكم بطنة یتبعج



و تمشون مختالین فی حجراتكم

ثقال الخطی الكفالكم تترجرج



ولیدهم بادی الطوی و ولیدكم

من الریف ریان العظام خدلج



و لم تقنعوا حی استثارت قبورهم

كلابكم فیها بهیم و دیزج



و القصیدة طویلة جدا، من أرادها فلیراجعها ..


[1] شرح ميمية أبي فراس ص 119.

[2] المحاسن و المساوي ص 246، واشعر و الشعراء ص 484، و نظرية الامامة ص 382، و المهدية في الاسلام ص 55، و طبيعة الدعوة العباسية ص 272.

[3] الأزل، الضيق و الشدة.

[4] زهر الآداب ج 2 ص 705 و الشعر و الشعراء ص 547، و الامام الصادق و المذاهب الاربعة، المجلد الاول جزء 1 ص 254، و طبقات الشعراء ص 246، و فيه في ص 244 : أن الرشيد بعد سماعه لمدائح النمري في أهل البيت، أمر أبا عصمة الشيعي بأن يخرج من ساعته الي الرقة : ليسل لسان منصور من فقاه، و يقطع يده، و رجله، ثم يضرب عنقه .و يحمل اليه رأسه، بعد أن يصلب بدنه . فخرج أبوعصمة لذلك . فلما صار بباب الرقة استقبلته جنازة النمري ؛ فرجع الي الرشيد فأعلمه ؛ فقال له الرشيد « ويلي عليك يابن الفاعلة ؛ فألا اذا صادقته ميتا فأحرقته بالنار » !!.

[5] سوف نورد قصيدة أبي فراس، و هي المعروفة ؛ « الشافية » و كذلك شطرا من قصيدة دعبل، في أواخر هذا الكتاب ان شاء الله تعالي.